يا سائلاً عن هوايَ كيف أُجْهِرُهُ
والقلبُ في حُرقةِ الأشواقِ يُسعِرُهُ
كأنني في دروبِ الحُبِّ مُنقطِعٌ
والنجمُ يرنو، وسرُّ البعدِ يُسْمِرُهُ
أهيمُ في الليلِ لا زادٌ يُؤنسُني
سوى خيالٍ، به الأشواقُ تُبحِرُهُ
قد كان وجهي بَهيًّا في محبتها
حتى افترقنا، فصارَ الحزنُ يُصغِرُهُ
فكم سكبتُ الدموعَ الشعثَ في ولهٍ
وكم دعَوتُ الليالي أن تُؤخِّرُهُ
يا ليتَ قلبيَ ما ذاقَ الهوى أبدًا
ولا سَرَت في دُجاهُ العينُ تُسفِرُهُ
أمشي وأحملُ وجدي مثلَ زنبقةٍ
ذوت على جفنِ عصفورٍ يُكسِرُهُ
إن كان في البُعدِ موتي، فهو مُكرَمةٌ
فالحبُّ حيٌّ، ومن يُحبُّ يَقبُرُهُ
ما كنتُ أرجو سوى عينٍ تُبادِلني
شوقَ الحنينِ، وتُحييني وتَذكُرُهُلكنها ولّتِ الأيّامَ هاربةًكأنّ وعدَ الهوى شيءٌ نُكدِّرُهُصارت تُناجي خيالَ البُعدِ تَضحكُهُونحنُ نبكي فؤادًا لا نُغيّرُهُيا زهرةً في رُبى القلبِ اعتلت شُهُبًاثم ارتحلتْ، وسرُّ العطرِ يُنذِرُهُسألتُ عنكِ الدجى، والريحَ، والسُّحُبَ
فما وجدتُ سوى صمتٍ نُفسِّرُهُ
