نبضُ الحرف
 |
| نبضُ الحرف |
على حروف الضوء نمضي
نمضي على دربِ الحروفِ كأننا
ضوءٌ تسلّلَ من دجى الأيامِ
ننسجُ من الأحلامِ خيطَ حقيقةٍ
ونزرعُ الأملَ البعيدَ بكلامِ
مدوّنتي، يا مرفأ الأفكارِ في
زمنِ الضجيجِ وتاهِ كلّ سلامِ
هنا أكونُ، كما أريدُ، محرّراً
من قيدِ رأيٍ أو صدى الأفهامِ
✨✨
أكتبْ، فإنَّ الحرفَ نافذةُ الهوى
ومساحةٌ لبوحِ قلبٍ هامِ
إن ضاقَ صدرُك بالحنينِ فربما
تجدُ السلوى في سطورِ أقلامي
أروي حكاياتي بحبرِ مشاعري
وأغوصُ في بحْرِ السكونِ أمامي
فالصدقُ في الكلماتِ عمرٌ ثانِ لي
والمستحيلُ يلينُ بينَ كِلامي
ما بين نبضي والخيالِ قصيدةٌ
تُصغي لها الأرواحُ بالإكرامِ
فامضِ معي في رحلةٍ لا تنتهي
بين الحروفِ، ومُهجةِ الأحلامِ
✨✨
ولعلَّ قارئَها يُلامسُ وجْدَهُ
أثرًا تركتُهُ بينَ طيَّاتِ غمامي
قد مرَّ مثلَ الحلمِ صوتُ خواطري
فارتدَّ صمتًا، وانثنى بملامِ
إنّي هنا، والحرفُ مرآةُ الهوى
يشدو بوجداني، ويشعلُ عَزْمي
مدوّنتي… وطنُ الحروفِ، ومنهلي
وسفينةُ المعنى، ومأوى جَرْحي
فيها أعبّرُ عن فصولِ حكايةٍ
كتبتُها من صدقِ قلبي وعِلمي
إن شئتَ، فاقرأني بصوتِ تأمّلٍ
تلقَ الحقيقةَ في انسيابِ نظمي
✨✨
لا تسألوا عن منبعِ الإلهامِ، بل
أنصتْ لقلبي حين يبكي قلمي
فالحرفُ طفلُ الدمعِ، يولدُ صادقًا
ويموتُ إن عانَى اختناقَ الهمِّ
أمشي على سطرِ الخيالِ كأنني
أرسمُ الحياةَ بلونِ حلمٍ ناعمِ
وأبثُّ في كلماتيَ الأرواحَ كي
تبقى المدونةُ النقاءَ المُلهِمِ
من كلّ نافذةٍ تمرُّ عبارتي
تلقى صديقًا أو صدى متفهّمِ
فامضِ معي في الحلمِ، لا تترددن
فالحرفُ يفتحُ بابَ كلِّ مُغَلَّمِ
✨✨
وإذا تعبتَ من المسيرِ وغرّكَ
ضوضاءُ هذا العمرِ والمزدحمِ
فاهدأ قليلًا، واحتسِ فنجانَ فكرٍ
واقرأ هنا ما يبعثُ المتقدّمِ
هذي المدونةُ نبضُ روحي كلّها
وفضاءُ صدقي، ومقامي الأرحمِ
فيها وجدتُ الذاتَ بعدَ بعثرةٍ
وبها كتبتُ الحلمَ دونَ تكتّمِ
فلْتبقَ ذكرى من حروفي شاهدةً
أني مررتُ، وكان لي صوتٌ فمي
ما كنتُ إلا عاشقًا للكلمةِ
أسقي الجمالَ بماءِ نبعٍ مُلهَمِ.