من أنا ؟

                                



 أنا نبضُ حلمٍ لم يزلْ في خاطري

يمضي على دربِ الحياةِ السّاحري
أنا فكرةٌ، ضوءٌ تألقَ فجأةً
بين الظلالِ، ككوكبٍ متفجّرِ

أنا عاشقٌ للضوءِ رغم عيونِه
تغفو على جرحِ الزمانِ المُسفِرِ
أنا من إذا ساءتْ ظروفي مرةً
ضحكتْ جراحي، وابتسمتُ لعنصري

أنا لستُ إلا رحلةً لا تنتهي
في كلّ يومٍ أكتشفْني أكثرِ
لا قيدَ يكسرني، ولا قولُ الورى
يمحو يقيني أو يطفئ من شعري

إنْ سألتني: من أنت؟ قلتُ: محارةٌ
في بحرِ نفسي، ما تزالُ تُسفِرِ
أبني على الشكِّ اليقينَ، وربما
أهوي فأعلو، كالسحابِ الممطرِ


أنا الحروفُ إذا تناثرتِ الرؤى
صارتْ نشيدًا في المدى المُتعثّرِ
أنا السؤالُ، وكلُّ أجوبتي دُمى
تُغوي الحيارى في المدى المُتحيِّرِ

أنا البدايةُ، لا نهايةَ واضحة
أسري كطيفٍ في الفضاءِ الأبهرِ
أصغي لصوتِ الروحِ في أعماقها
وأعودُ طفلًا في حضورِ المُفطِرِ

أنا الذي عبرَ الحياةَ مُسائلًا
ما الفرقُ بين العابرِ والمستقرِّ؟
هل في السرابِ حقيقةٌ متخفية؟
أم كلّ ما نرجوه محضُ تأخُّرِ؟

فامنحْ لقلبك أن يعيشَ تأمُّلي
واقرأ سطوري دون أيّ تفسّرِ
من أنا؟ قد أكونُ مرآةً لكم
ترتدُّ فيها ملامحٌ من مَعبَري

تعليقات